في مساء يوم بارد من ايام آذار وبينما كانت السماء مملوءه بالغيوم هبطت طائره في مطار الحمراء الدولي.

نزل من تلك الطائرة المحقق الجديد في المدينة (مراد نائل)، وهو محقق شاب في نهاية العشرينات من عمرة؛ في التاسعة والعشرون تحديداً. كان طويلاً جميل الملامح يرتدي ثوباً رسمياً وفوق سترة مطرية من الجلد خضراء اللون.

دخل إلى المطار المتهالك حيث كان اقرب إلى مستوصف شعبي منه إلى كونة مطار، القمامة في الأرض والجدران والأراضي الملطخة بل الأوساخ والمطار كان مملوء بالناس كأنه السوق يوم الجمعة، أكمل مراد أوراقه واخذ حقيبة وخرج، كان الناس قرب البوابه يتجمعون لتوديع او الترحيب ب أهلهم او اصدقائهم المسافرين.

لم يكن هناك من ينتظر مراد فهذه المدينه المصابة بطاعون الفساد قد انتخبت محافظاً جديداً ووعد بالتالي : سوف اقوم بالقضاء على الجريمة واجتثثاثها رسمياً

لذا اجبر رجال الشرطة على ان تشدد الحراسة في كل المناطق، لذ لم يبعثوا احد فلديهم مشكلات أكبر من

وصول محقق شاب،

وكانت العصاباتً ايضاً قد أوقفت عملياتها فلا أحد يريد أن يكون المصعد الكهربائي الذي ينقل المحافظ إلى المجد السياسي بدون تعب.

وقف مراد ممسكاً بحقيبته الحمراء القديمة حيث كان الجلد ممزق بسبب كثرة السفر بها فقد كان يذهب بها كثيراً ايام دراسه القانون ليعمل في العاصمة كمتدرب في شركة محاماة.

وفي أثناء وقوفه في باب المطار حيث كان عقلة خالياً من الأفكار ويقف بدون وجهه محددة، اقترب من عجوز كرية الرائحة بيدة زجاجة فودكا قديمة يرتدي ملابس من الصوف ولدية شارب كثيف كشارب ( نيتشه) ورأسه مغطى بغطاء من الصوف يتماشى مع ملابسه.

كان الدخان يخرج من فمه كثيراً بسبب البرد؛ قال العجوز بصوت هادئ وابتسامة صغيرة غطاها شاربة : مرحباً أيها السيد هل تحتاج توصيلة؟.

مراد - نعم شكراً! هل تستطيع أن توصلني إلى هذا المكان. واعطاة ورقه بها عنوان الفندق الذي دله علية شريكة الجديد، وقد كان الفندق قريباً من مركز الشرطة، ثم ناوله الحقيبة بعدها ذهبا إلى السيارة.

كانت السيارة طفراء اللون قديمة الطراز كانت مملوءه

برائحة المشروبات الكحوليه و السجائر جلس مراد في الكرسي الذي يكون جنب السائق، جاء السائق بعد أن وضع حقيبة السفر في حقيبة السيارة جلس في كرسي وتحرك بالسيارة

كان الجو داخل السيارة هادئ فلم يتكلم احد حتى وصلوا إلى بوابات المدينة.

حيث أوقفتهم دورية من الشرطة كانت موجودة امام البوابة الرئيسية، كانت على البوابة عبارة مكتوبة بالون الابيض

( مرحباً بكم في أرض الفرص)

حيث كان هذا شعار المدينة منذ تأسيسها قد كتبة مؤسسها قبل مئة عام من تأسيسها، قد هاجر مؤسسها إليها بأمر من الملك انذاك في نهاية عصر ( الجيلو) وهاجر إليها في ذلك الزمن أكثر من عشر ملايين انسان لكن الآن لم يبقى غير ثلاث ملايين نسمة اغلبهم يعملون في الميناء.

ربما تسأل: لماذا ذلك؟!.

الجواب : من يعرف؟

لكن الأكيد هو أن من تبقى قد تكيف مع كل المشاكل الموجودة.

سأل الضابط بطوت هادئ ونظرة متفحصة : من أين وإلى أين ذاهبان؟!.

كان الشرطة الذين معة ممسكين بالأسلحة ولديهم كلبين بوليسيين.

كان السائق مرتبك فالخمر قد ملئ جسدة وكان يخاف من ان يكشف، أدرك مراد الأمر وقال بصوت عالي قليلاً لكي يسمعه الضابط وبقية الشرطة : مرحباً أيها الضابط اسمي مراد ( وناولة شارة الشرطة) انا المحقق الجديد وقد جئت من المطار. أبتسم ونظر اليهم.

ارجع الضابط الهوية وكان متلبكاً فهو الضابط المكلف بأصتحابة من المطار لأنه الضابط المكلف بهذه المنطقة لكنة تجاهل الأمر ونسية وقد أراد أن يمضي الأمر بدون مشاكل فقد كان الرؤساء يتصيدون الاخطاء هذة الفترة لكي يقللوا الاعداد؛ تحركت السيارة.

بعد أن ابتعدت عن الدورية نظر السائق الى مراد بتعجب وهو يقول في نفسة : تباً ماهذا الحظ ربما سوف يقبض علي غداً لكي يرضي رؤسائه.

نظر الية مراد وعرف مايجول بخاطرة فقد كان ينظر الية ووجهه اصفر ويتصبب بعض العرق منة قال مراد بصوت هادئ : لا تخف لم اقم بمساعدك لكي احبسك في اليوم التالي لكني اريد انت اعرف عن المدينة أكثر فكما تعرف جميع من أخبرتهم بمجيئي الي هنا أخبروني ان استقيل ولا اذهب لكن انا اريد ان اثبت نفسي فهل تستطيع عن تخبرني عن بعض الأشياء عن المدينة لا يعلمها الجميع؟.

ابتسم السائق وقال: انت تسأل الشخص الصح فأنا اعرف كل شيء عن المدينة قد عشت هنا أكثر من أربعين سنة واعرف كل طرقها وناسها، دعنا نذهب إلى مكان نشرب قليلاً وأخبرك عما تريد.

لا حاجة لنذهب إلى مكان فقط أخبرني عن الأشخاص الذين لايجب العبث معهم لكي لا أصبح على اخبار النعي.

قال مراد بكل جد وهو ينظر إلى السائق فقد كان معروفاً ان الجميع يعمل في عصابة ما وربنا بعثة احد العصابات لكي يعرفوا عنه، هل يقتلوة ام يبقوة ليستفادوا منه لاحقاً ومراد لم يكن شخصياً يؤمن بالحق كثيراً فهو يريد أن يحل الالغاز الجيدة و السهلة ولا يقرب مما يرديه قتيلاً.

قال السائق : سوف أخبرك باقتضاب؛ هناك طوائف دينية منتشرون في كل المدينة واكبر طائفة في المدينة هي طائفة ( السواد) وهي دين أصلاحي ومسالم لكن بعض المتطرفين الذين من أخطر الأشخاص في الحمراء ينتمون إليها، وهناك الاغنياء في الجنوب وهؤلاء يسيطرون على الميناء لذا يملكون كل شيء يعيشون في حي يسمى

(فالا) يملكون السياسيين والشرطة وحتى العصابات يخشون ان يقتلوا او يخطفو أحدهم لكنهم يخشون زعيم طائفة السواد في الحقيقة الجميع يخشاة لأنه رجل شريف ولدية سلطة كبيرة، وهناك العطابات التي تنتشر في كل مكان يسيطرون على داخل المدينة باختلاف العصابات والحرب بينهم هي الاسد وطأة.

:وهناك الشرطة وهم الاقل شأناً!. قال مراد ذلك

سكت السائق قليلاً ثم قال :قد وصلنا إلى الفندق.

اعطاة الأموال وزاد عليه في اجرتة واخذ حقيبة وذهب.

دخل الفندق كان قرر ان يذهب من الفندق في اليوم التالي فربما بعض العصابات سوف تحاول أن تهددة او ان تكسبه لصالحها، كان الفندق قديماً على طراز ( الجيلو) وكان هناك بعض العمال الذين ينقلون أغراض البناء مثل الرمل والأسمنت إلى الداخل لكي لا تتبلل في المطر.

وصل إلى غرفة الاستقبال وكان هناك رجل هرم طويل ضعيف البنية كان شعرة طويلاً املس الوجة يملك نظرات بريئة، كانت قاعة الاستقبال عبارة عن عرفة كبيرة بها بعض الكنبات وفي الوسط بعض الطاولات وكان اللون الأحمر الفاتح هو لون القاعة مع اللون الأبيض في الحواف. اقترب مراد وهو يمسك الحقيبة بيدة اقترب من الرجل خلف المكتب وقال : لدي حجز بأسم مراد نائل.

نظر الرجل إلى الكمبيوتر الذي يقع على الجهة اليسرى من المكتب ثم نقر على الشاشة بحرص وقال : هذا هو. ثم التفت إلى الوراء واخذ من خلفة احد المفاتيح المعلقة على الحائط و اكمل قائلا : الطابق الثالث أيها السيد.

ذهب مراد اخلف احد العمال الذي اخذ منه الحقيبة وتوجهوا إلى المصعد، كانت أعمال الترميم في كل مكان وصل مراد إلى الغرفة وكان رقم الغرفة (221 B) فتح باب الغرفة ودخل بعد إعطاء الاكرامية للعامل نظر إلى غرفته وقد كانت غرفة صغيرة بها سرير لشخص واحد وخزانة ملابس متوسطة الحجم يرتفع طولها إلى السقف وقد كان السقف ليس عالياً جداً وكان هناك مكتب وكرسي وبعض الأوراق على الكرسي من النزيل السابق.

جلس مراد عل السرير ثم نزع ثيابه وذهب ليغتسل في الحمام الموجود في الغرفة وكان حماماً صغيراً يكفي حاجة الشخص، ثم بعدها نام على السرير.

2024/03/30 · 15 مشاهدة · 1114 كلمة
نادي الروايات - 2024